السبت، 22 فبراير 2014

فى رسالة إلى الرئيس


الخميس ٣‎١ يناير ٢٠‎١٣‎19:10:35  مساءاً

ليس عجيباً أن نرى المشهد السياسى فى مصر وقد آل لاستخدام العنف وشيوع السلاح ، ولأول مرة نجد أمامنا فى شوارع القاهرة ومحافظات القنال - وهى محافظات خط الدفاع الأول لمصر - شكلاً من أشكال حروب الشوارع ،ومحاولة لاصطناع الفوضى،مع تصديرها للعالم فى محاولة بذيئة لضرب الإقتصاد المصرى فى مقتل وقطع الطريق على أى إصلاح سياسى واقتصادى ملموس .. بل وشل حركة العمل والإنتاج الشلل التام إمعاناً فى سقوط الدولة قبل سقوط الإخوان .. والحقيقة أنه وبعد الفشل الذريع للكنيسة واليسار المصرى فى الإنتخابات الرئاسية والتشريعية ومعركة الدستو ر وجدت الكنيسة المصرية نفسها جريحة .. وهنا تجمعت أهدافهم فى جبهة لإسقاط الدولة والرئاسة، لقد تجمعوا لهدف إسقاط الدستور وفرض الإرادة الليبرالية الكنسية على الشعب المصرى

وعلى الرغم من كل محاولات هدم التأسيسيةوالمؤامرات عليها ، إلا أن مصر إستطاعت بفضل الله وبفضل حكمة أبنائها القضاة الشرفاء وجيشها الراسخ و وشرطتها الأبية من الإشراف على الإنتخابات وأصبح هناك دستور للمصريين ، وخرجت مرة أخرى الكنيسة جريحة وثائرة فلم نكن نتوقع أن تكون لديها ميليشيات مسلحة فى الشارع المصرى يوماً من الأيام ، لقد كانت أحداث ماسبيرو هى الإنذار الأول وأحداث قصر الإتحادية وقتل عشرة من الإخوان مع حرق جميع مقرات الإخوان المسلمين كان الإنذار الأخير ، كما أن مشهد الإتحادية كان هو الفارق الزمنى الذى أثار ذعر الوطن وانتباهه بل ومهد الطريق للمغرضين والفاسدين ليجمعهم على هدف واحد ومصلحة دونية ألا وهى إسقاط الدولة والإخوان معاً .مما دعا هذه النخب الإجرامية لجبهة الخراب والعار بأن يقوموا بالنصب على وعى المواطن البسيط من خلال استثمار قرار محكمة بورسعيد فى جريمة جنائية لصالح عمل سياسى ،....

لقد اعتبرت الكنيسة بأن وصول الإسلاميين إلي السلطة في مصر هو تحدي صارخ لكيانها فتحالفت سابقاً مع شفيق وكادت أن تصل به إلي سدة الحكم !وأن تعيد لنا نظاماً لفظناه ولفظنا معه أنفاسنا الأخيرة بعدما ذقنا منه الهوان وقد سرق مقدراتنا شعب فقير واغتصب حلم الحرية والكرامة والإنسانية في شعب يستحق أن يعيش كريماً . لقد كادت الكنيسة أن تمحي من علي وجه الأرض كرامة وعنفوان ثورة يناير المجيدة وأن تمحي معها إرادة المصريين جميعاً، وما إن انتهي المشهد بوصول حزب إسلامي لسدة الحكم وجدنا الوباء بعينه والإنقلاب علي العملية الديمقراطية جهاراً نهاراً .. وفي جنح من الليل البهيم يطلع علينا المجلس العسكري بالإعلان الدستوري المكبل الذي يطيح فيه بالعملية الديمقراطية في مصر من خلال مؤامرة هزلية و سخيفة لعدم تسليم السلطة لرئيس منتخب يجمع فيها بين التأييد الرئاسي والأغلبية البرلمانية في واقعة شيطانية وبغيضة ، وقد روي هيكل حين جلس مع المشير طنطاوي لحظات إعلان النتيجة الرئاسية أنه ذكر له باستنكار غير معهود - هو انتا كدا عاوزني أسلم البلد عيني عينك للإخوان ؟

 كما أن المشهد علي الجانب الكنسي كان مخيفاً ومروعاً.. فلم تجد الكنيسة المصرية وسيلة إلا الرهان من جديد لبديل أحمد شفيق وهو الذي أخذ يصول ويجول مطالباً بإلغاء الإنتخابات وتشكيل مجلس رئاسي وهو نفس الشخص الذي يحمل مقومات النقيض في القول والعمل وهو الذي قرر النزول علي قوائم الأخوان المسلمون في أول إنتخابات تشريعية بعد الثورة ؟ هارباً من قوائم القوي المدنية الأخرى الرافضة لهيمنة الإخوان علي المشهد السياسي في مصر . ثم انقلب علي الإخوان فجأة عند قرارهم بتقديم مرشح للرئاسة المصرية  والسؤال هنا بحق هل تعني مصر وأهلها بالنسبة لحمدين صباحي شيئا ؟ وهو الذي لديه الإستعداد بأن يبيع مصر وأهلها في مقابل مقعد الرئاسة المصرية ناهماً عليه ومولعاً ومشغوفاً به

، وعلي النقيض تماماً وبسرعة البرق تغيرت ملامح البوصلة لحمدين فمن قوائم الإخوان الإنتخابية إلي التربع علي عرش السياسة القبطية في مشهد بغيض وهنا تبدل مؤيديه من ثوار أحرار إلي فلول ورجال أعمال نظام عفن ، ولتخدمه جميع أركان الدولة العميقة الفاسدة والتي يقودها الكره البغيض للإسلام فتجمع حولهم اليسار والفلول وبعض رجال الأعمال والذين تفتح لهم ملفات يوماً تلو الآخر ويساعدهم مجتمعين التغطية السياسية الدولية والتي تدعم البرادعي وعمرو موسى حيث خرجوا من المشهد السياسي دون شعبية وليس لهم سوي أعتاب السياسة الأمريكية والصهيونية التي إستشغرت حجم الخطر من خلال موقف الرئيس الأخير من العدوان علي غزة وانتصار حماس المدوي علي دولة إسرائيل المنيعة ، وقد ظهر لنا هنا الإعلام المصري بوجهه القبيح والذي أراد بكل الوسائل والسبل أن يقلل من حجم النصر الذي أنجزته حركة حماس والنصر السياسي الفريد الذي حققته الرئاسة المصرية في هذا الملف علي وجه الخصوص ليسيروا بنا نحو إشاعة توطين حماس في مصر ليضحك علي رقابنا العالم ، مع سيل يومي من الكذب والفبركه الصحفية وآلاعيب شيحة ومن خلال تغطية إعلامية بغيضة وبالغة السوء . وليكن أكثر رؤساء التحرير في مصر راتباً هو أقلهم مهنية وموضوعية ،، إن هذا الزمان لن يجود بمثل ما أتي به من فبركات صحفية مع طواحين الكذب وتسونامي التزييف والضلال في الإعلام المصري الموبوء بالزور والكره للدين لدرجة وصلت بنا بأن المادة الإعلامية المصرية جميعاً أصابت أكباد المصريين بالفشل الكلوي وغليان الدماغ وجميع أمراض ضغط الدم والسكر والهذيان ،، نعرف أن النائب العام الجديد يؤرق مضاجعهم فهم لا يهنأون بالنوم العميق كما أن وزير الداخلية الحالي بتاريخه ناصع البياض يدمي قلوبهم كما أن الأجهزة الرقابية في عهد مرسي جعلتهم لا يهنأوون برغد العيش وررخاء الماضي القريب ، وأنا أتكلم هنا وأنا لدي معلومات مؤكدة بأن أقطاب الآلة الإعلامية البغيضة تلملم الآن صكوك ممتلكاتها وتبيع سياراتها ويخوتها هرباً من مصر
.
إن شعب مصر المكافح والرائع والفتي لن يخيل عليه مشهد العنف الأحمق والبغيض الذي اصطنعتموه للإفلات بما سرقتموه ولن يترككم تسرقون حلم الحرية والعدل والكرامة من بين يديه بعدما إسترد ذمام أمره واستطاع أن يوقف نزيف السرقة والفساد ..فشعب مصر لن يقف مكتوف الأيدي وسيصنع لنفسه مستقبلاً باهراً وسيسترجع أمواله المنهوبه وممتلكاته المسلوبه وإعلامه النظيف ،، أيها الرئيس ،، كتبت لك يوماً ،، لست أنت الرئيس المنتظر ،، لأننا نريد منك الشدة في اتخاذ القرارات وعدم التراجع عنها والقوة في الحق واستحضار نية الشهادة في سبيل الله وفي سبيل نصرة الحق وإغاثة اللهفان وشعب مصر شعب ذاق ويلات القهر والظلم فلا تكن عوناً لمن مكروا له بحلمك عليهم ! وسيذكر لك التاريخ وقفتك وقوتك أمام هذه النخبة المصطنعة

فإن المروءة لا بد وأن تكون مع من يستحق ويفهم ، فنرجوا منك أن تنسى حظ دنياك واستقبل حظ آخرتك ،ولك بأن تمسك بتلابيب حكمك فأنت تحتاج للساسة في قصرك أكثر من أي وقت مضى ... وليس ذلك عيباً في إخلاصك وفهمك ولاكن السياسة لها قواعد ومخالب وأنياب ليرتدع من خلالها الذئاب وليتوقف عن قصرك نبح الكلاب ،، ندرك بأنكم تسلمتم مقاليد البلاد وقد استشرى الفساد ،، وقيادة مصر في أدق مراحل ولحظات الثورة المضادة سخونة .. تحتاج العون من الله أولاً ومن الناس ومن المخلصين حولك والذين لا يبتغون إلا وجه الله،، كما وأن للسياسة أسود وشيوخ ،، إستعن بهم كما استعان بهم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فاستقامت دولته واستبحر عمرانها شرقا وغربا .. فكتب الله له النصر والتأييد

وأخيراً نسأل الله لك العون والنصرة والثبات والرشاد ،، ولا تحزن فعسي أن يكون للأمة المصرية فرج قريب، أقولها لله ،، وأفوض أمري إلي الله إن الله بصير بالعباد

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق