بقلم :
محمود عيد حسان
الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٣19:20:48 مساءاً
رغم سقوط الطاغية منذ سنتين .. إلا وأنه ظلت
يده طليقة ويد شركاءه تصنع الأحداث فى مصر وتراقب مجرياتها فى كل مفاصل
الدولة المصرية الهشة .. نعم لقد سقط الطاغية مبارك ولكن ظلت كل مؤسسات
الدولة قابعة تتحرك معه وتدعمه فظل بيننا بقنواته وإعلامه ومذيعيه وصحافته
ومريديه وشركاءه من الطغاة ومصاصى دماء الشعوب الذين صنعوا أنفسهم على يديه
والذين استفادوا من القرب منه ومن نظامه وعاثوا فى الأرض فساداً فأهلكوا
شعب مصر نهباً وجوعاً.
لقد تجاوز إعلام مبارك ونخبته الفاسدة والتى صنعها بفساده فى كل أنحاء مؤسسات الدولة فى الآونة الأخيرة كل الخطوط الحمراء الطبيعية التى من الممكن أن يتجاوزها أى جهاز إعلامى فى تاريخ الإنسانية جمعاء .. لقد ظل الإعلام والصحافة المصرية على مدار العامين فى التوجيه السياسى لتنفيذ مخططات فاشية والتلاعب بالشأن العام وتحريض من أجل العنف والإستماتة من أجل إقتحام قصر الإتحادية والنيل من هيبة مؤسسة الرئاسة وحرق مقرات الأحزاب وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة.
لقد تجاوز إعلام مبارك ونخبته الفاسدة والتى صنعها بفساده فى كل أنحاء مؤسسات الدولة فى الآونة الأخيرة كل الخطوط الحمراء الطبيعية التى من الممكن أن يتجاوزها أى جهاز إعلامى فى تاريخ الإنسانية جمعاء .. لقد ظل الإعلام والصحافة المصرية على مدار العامين فى التوجيه السياسى لتنفيذ مخططات فاشية والتلاعب بالشأن العام وتحريض من أجل العنف والإستماتة من أجل إقتحام قصر الإتحادية والنيل من هيبة مؤسسة الرئاسة وحرق مقرات الأحزاب وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة.
نعم لقد رحل الطاغية ،، ككبش فداء ليبقى بيننا باقى أفراد عصابته ،، لم يرحلوا عنا وعن الحراك فى الشارع المصرى شركاءه وعصابته من المقربين منه وحفنته التى تكالبت على نهب المليارات من المال العام واحتكرت المشروعات والأراضى والمزارع والأفدنة والصناعات الثقيلة .. لقد كان مبارك يثق فيهم ويثق فى قدرته على أنه فى حالة خيانتهم لأوامره يستطيع أن يدهسهم بقدميه .. فترك أموال المصريين بين أيديهم ووزعها عليهم كأبعديات خاصة فى صورة عطاءات ومشروعات ومزايدات وهمية ومناقصات وتخصيصات، وكلما كان يحتاج لحصته من المال كان يأمر فيطاع من خلال سماسرة الشيطان أبناءه فتذهب الأموال وتطير إلى بنوك سويسرا وإلى بنوك بريطانيا ومن شركات إلى شركات ومن حسابات لحسابات لتصل فى النهاية للحساب المحسوم لها أن تصل إليه، وكل ذلك من خلال حسابات سرية! وحينما قامت ثورة يناير المجيدة وجاء يوم الخلاص دون ترتيب من القدر تحركت معه الأقدار دون أن يدرى فترك هنا رجال أعمال معهم المليارات دون شريك ويترنحون معه ويرتجفون من ساعة الحساب .. وكما أنه رفع عنهم كابوس الشراكة ليصبح المال فى أيديهم دون شريك أو منازع .
وبالطبع هم ليسوا بخلاء وليسوا بلهاء ..
فلا بئس وليس عيبا أن يتحركوا بحصة بسيطة من هذا المال ليدفعوا عن أنفسهم
هجوم الرقابة الإدارية والكسب غير المشروع وتحريات الإدارة العامة لمباحث
الأموال العامة عن أموالهم ومخصصاتهم وهداياهم وعطاياهم بالفوضى السياسية
والضغط الشعبى والإعلام .. فكلما هدأ الوضع السياسى قامت قيامة إعلامهم من
جديد واشتدت طبول حروبهم ومؤامراتهم بل وزادت الإشاعات والمماحكات
والتسريبات وصفحات كاملة من الأخبار الكاذبة والسب والشتم على شخص الرئيس
وعلى كل قادة العمل الوطنى .. لتقوم بتحريف كل فضيلة عن مسارها .. ولتنقل
المشهد السياسى مضطرباً بهدف أن يهتز عرش الرقابة وترتعش أيادى الحساب ..
وتنتقل الكاميرات بين الإتحادية إلى التحرير فإلى دار القضاء العالى ..
ولقد كانت الطامة يوم أن تم إقصاء آخر معاقل الفلول فى دار القضاء لقد
إرتجفت عصابة الطاغية من قرار تعيين النائب العام حيث طاشت كل آمالهم فى
الغطاء السياسى والإقتصادى والإعلامى والقضائى واستشعروا الخطر واستلهموا
النهاية .
رحل الطاغية ولم يبرح أن يرحل عنا فضاءه وعلماءه وعملاءه.. رحل هذا الطاغية ولم يبرح أن يرحل عنا إعلامه وصحافته وقضاته وشرطته ومخابراته ومذيعيه ونخبته المنكوبة .. لم يرحل عن شعب مصر طعم المرارة وهم يستمعون لتصريحات دولية وإقليمية على مدار عامين متتاليين عن كم المليارات التى ثبتت بالقطع أنها موزعة بين بنوك سويسرا وبريطانيا ودبى بأسماء مبارك ونجليه ووزير داخليته ووزراءه ومستشاريه وأصهاره وحاشيته المقربين فأين الإعلام من هذه التغطية فى ذكرى يوم التنحى .. ألم يسرقنا هذا الطاغية بل وأهلكنا وسلط علينا مجرمينه .. ألم يهدر تاريخ مصر وحضارتها وريادتها ونهب أموالها وأخذ ينفق من خزانتها وكأنها أبعدية خاصة له ولأولاده من بعده .. ألم تكمم أفواة المصريين .. ألم يكن مجرماً محترفاً فن تزوير الإنتخابات وتهميش إرادة الأمة .. بل وجعلنا نرتمى فى زوارق الموت وفى أحضان الغرق والفقر والضنك والجوع.
العالم كله يشاهدنا ساخراً من جهلنا مستغرباً على سفاهتنا التى تمادت فى تضييع الفرص عن طلب أموالنا واستردادها .. رحل الطاغية وظلت عصابته حره طليقة أطراف هذه العصابة الممتدة فى ربوع مصر والتى كانت تعيش على فساد الطاغية وشركاءه وأعوانه ومريديه من الداخل والخارج كبيرة ومتشعبه، لقد تنحى الطاغية يوم ١١ فبراير ٢٠١١ وظل
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق