بقلم :
محمود عيد حسان
الأربعاء ٨ مايو ٢٠١٣12:06:29 مساءاً
للعدالة أحياناً وجوه فاسدة ... فحينما
يتخفى القاتل أوالفاسد وراء وشاح القاضى ليقود بنفسه دولة الطغيان. فبما
أفاء الله عليه من مقومات نفسية مريضة أو عصبية أو سياسية متطرفة هنا أو
هناك ... فقل على العدل السلام... وهنا تأمل معى «هذا القاضى» وقد إنسلخت
منه قدسية العدالة وسقط ضميره تحت قدميه فتمثل أمام الناس يهذى ويصرح ويشتم
ويلوح .. كما أنه وقد تكونت لديه دوافع نفسية مريضة وروح إنتقامية غثة..
ولاسيما إن كان قد إلتبس عليه فى أن طبيعة عمله فى محراب العدل لها مقومات
نفسية وسلوكية قبل أن يكون لها مكانة إجتماعية .. كما أن وكيل النائب العام
من خلال عمله فى الإدعاء العام وتوجيه الإتهام هو عمل فى جوهره عمل قيمى
قبل أن يكون حرفة أو صنعة . إن حرفة القاضى ليست يداه.. إنها روح شفافة
ملأت جنباته لتدفعه دفعاً لتمثيل العدالة بقدسيتها أمام الناس كى لا تنهار
قيمة العدل أمام العامة وهو ما لا نرجوه ومالا تحمد عقباه.
وهذا هو الخطر الأعظم فى ثورات الشعوب التى ثارت من أجل العدل حيث قادت شعب فرنسا الحر لتطهير القضاء الذى ظل يعمل تحت مظلة طبقة الإقطاع الفرنسى ناظراً لباقى العامة بأنهم رعاع ..
وأن ثورتهم ثورة خراب على البلد وأن الناس فى
الحقوق والواجبات ليسوا سواء .. فالقاضى يجب أن يخرج من رحم أو من نطفة
قاضى لأن بيوت القضاء بيوت طهر أما باقى نطف العامة فهى نطف خلقها الله لكى
تواجه العدالة لا بأن تمثلها فالخطر كل الخطر بأن تعتلى يوماً منصة
القضاء. أما محامى عام شرق القاهرة الذى أطلق سراح المتلبسين بالأسلحة
النارية وسفك الدماء !! وأمامه جريمة قتل وسفك لدماء تسعة من المصريين ثم
يتخذ قراراً بالإفراج الفورى عنهم دون مواجهتهم بالمصابين أو التحفظ عليهم
بالأسلحة لحين ورود تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة؟ وهى عادة إجراءات
النيابة فى هذه الحالة حيث أن هذا الأمر لا يعد إختراعاً جديداً فهى
إجراءات طبيعية اعتادت عليها النيابة العامه!! ومن هنا نسأل هل ستتغير صفة
القاضى من تمثيل العدالة إلى شريك فى هذه المذبحة التى راح ضحيتها دماء
بريئة . وما لبثنا أن ننسى هذا القاضى الصغير بالأزبكية حيث أفرج عن أحد
عتاة الإجرام ليعيش وسط المجتمع بإجرامه لمجرد أنه يريد نائب عام على هواه
أو وفاءً لولى نعمته الذى جلب أمثاله إلى ساحات العدالة .وهذا هو الخطر الأعظم فى ثورات الشعوب التى ثارت من أجل العدل حيث قادت شعب فرنسا الحر لتطهير القضاء الذى ظل يعمل تحت مظلة طبقة الإقطاع الفرنسى ناظراً لباقى العامة بأنهم رعاع ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق