بقلم :
محمود عيد حسان
الخميس ٢٥ أبريل ٢٠١٣20:52:18 مساءاً
لا شك أننا نعاني من مسرحية هزلية بعنوان (
البعبع الإيراني ) وخطر التشيع علي مصر وكأننا نسينا أن الدولة الفاطمية
ظلت تحكم مصر ثلاثة قرون دون أن تحصد مصرياً شيعياً واحداً ... إذاً فما هي
الحقيقة في مسألة البعبع الإيراني الذي يتم تسويقه الآن للشعب المصري من
كافة التيارات الدينية اليمينية والوهابية التي مهرت على الإتجار بها كورقة
ضغط ضد الرئاسة ... وفي الحقيقة أن ما يحدث لنا هنا على خلاف ذلك تماماً
!!! فالحركات الوهابية في مصر والتي آمنت أخيراً بالفن وبتأثيره على
المجتمعات والشعوب هديت إلى عرض مسرحية هزلية من خلال كومبارس هابط .. هذه
المسرحية تعمل بآلية مالية وبدعم خليجي سعودي وإماراتي لتنشر أن لدينا بعبع
جديد في مصر الآن ... ليس بعبع الثورة المضادة ... ولا بعبع التمويل
الدولي للعنف مع التغطية السياسية له ... لا ... البعبع الذي يتم تسويقه
لنا يتمثل في .. ـ خطورة الشيعة في العالم العربي .. وخطورة السماح
لأقدامهم بأن تطأ أرض مصر ... علي الرغم من أرض مصر لما وطأتها أقدام
الصهاينة فلم نسمع لهم ركزا ... ولما وطأتها أقدام السيخ والبوذ الذين
يقتلون المسلمين بدم بارد يومياً في شتى بقاع الأرض ... فلا تعليق واحد ...
أما المسلمين الشيعة فأرض مصر حرام عليهم و حلال للطير من كل جنس ..والذي
يجعلك تتقيأ دماً في حقيقة أن دول الخليج العربي وأخص بالذكر السعودية
والبحرين والكويت هي مراكز نشر فكر التشيع الحقيقي في ربوع العالم
وأن هذه الدول تجاهر بنشر المعتقد الشيعي
حيث يتم لهم ممارسة كافة طقوسهم الدينية بأريحية تامة ... كما أن مساجد
الشيعية في الكويت والسعودية جامعة وقبلة لكل الشيعة في العالم بخلاف أن
قنواتهم التليفزيونية ذات التمويل الخليجي ملاء السمع والبصر ! إذاً فنحن
لسنا في حيرة والمسرحية هنا لن تنطلي علينا كما إنطلت على البلهاء ..
فالعلاقات الإيرانية مع دول الخليج وخاصة الإمارات والسعودية من الطراز
الفريد والتمثيل الدبلوماسي متكامل والتجاري ممتاز !!! ولم العجب ؟؟؟ فليس
من الضرورة لمدير الإنتاج في العمل المسرحي أن يذكر لفريق الكومبارس شيئاً
من مقومات قصة وحكاية العمل ... فهم الكومبارسات فقط لهم تركيب اللحية
وتمشيط الذقن ودغدغة قلوب المصريين بعبارات البعبع الإيراني والمعتقد السني
... والأهم هو أنه كيف يستطيع إستخدام الهوس الديني ليستخدم الكومبارسات
جيداً لينشر فكرته وبقوة فيمنع تناغم المصالح المصرية الإيرانية التي تمثل
بالنسبة لدول الخليج ( خطاً أحمر وكارثة الكوارث ) فإن تلاقي المصالح
المصرية الإيرانية بمقتضاه يصبح من السهل للغاية لجناحي العالم الإسلامي (
مصر وإيران ) السيطرة علي حركة الملاحة لمنطقة الخليج العربي وهي مخزن
النفط العالمي ومعها المفتاح الملاحي الثاني ( قناة السويس ) وهي الطريق
البحري لخمسين في المائة من حجم التجارة العالمية وناقلات النفط في ربوع
العالم .. فلقد إستطاعت الولايات المتحدة مع دول الخليج عدا قطر طيلة عهد
مبارك أن تقوض أي تقارب طبيعي بين المارد الإيراني والنمر المصري ومازالت
هذه الدول تستخدم الكومبارس الوهابي في المساجد ليقوم بالعزف على أنغام
الخليج في الساحة المصرية ... حيث أن لهم تواجد حزبي في مجلس الشورى بتمثيل
ضعيف كما أن لهم صحفهم التي تتحدث عن البعبع الإيراني صباح مساء مستميتة
بألا تكون هناك ثمة علاقة مصرية إيرانية متبادلة في حين أنهم ينامون ليلاً
علي ( فراش إيران )
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق