السبت، 22 فبراير 2014

الديمقراطية التركية وليس الجهل


محمود عيد حسان
الأثنين ١٧‎ يونية ٢٠‎١٣‎19:29:36  مساءاً

إن تاريخ دولة تركيا فى الديمقراطية تاريخ عريق منذ أول رئيس وزراء منتخب عام ١٩٥٠ عدنان مندريس، وتركيا تعيش حالة من التغيير المنهجى والتدريجى نحو الحياة السياسية الحقيقية والصراع السياسى بمعنى الكلمة .. ولقد كانت المشكلة الحقيقية فى تركيا هى تخوف قادة الجيش من الإسلام السياسى .. فالجيش التركى نصَّب من نفسه مسئولية حماية ثوابت الدولة العلمانية .. وكلما شعرت قيادات الجيش بالقلق على مبادئ الدولة وثوابتها تقوم بإنقلاب ضد رئيس الوزراء .. لا لأنهم يرفضونه ولكن لقلق القيادة العسكرية من تبدل ثوابت الدولة معه .. ثم مالبثت البلاد أن تعود إلى الحالة الطبيعية من جديد .. ولم يحدث إنقلاب عسكرى واحد فى تركيا ليتولى الجيش مناط الحياة من جانبه كما حدث فى مصر ١٩٥٢م .. بالطبع لم يحدث .. فكل مره كان الجيش فيها يدير البلاد لفترة إنتقالية بسيطة حتى تقام إنتخابات برلمانية ورئاسية جديدة لتعود الحياة السياسية إلى طبيعتها فى ظل الحكم المدنى المنتخب .

إستطاع رئيس الوزراء الحالى الزعيم الرائع رجب طيب أردوغان أن يتغلب على هذه الإنقلابات بمهارته المعهوده ، وأسقط هذه الفكرة برغم محاولات الجيش المتكررة الإنقلاب عليه وخاصة فى فترات حكمه الأولى .. فقد إستطاع أردوغان بنفوذ شخصيته أن يخترق هذا الحاجز ليبتعد بالجيش التركى تماماً عن الحياة السياسية تاركاً للأتراك مسئولية وحرية تنظيم شئون حياتهم العامة بما وكيفما يشاؤون . فوجدنا ولأول مرة فى تاريخ الحياة السياسية التركية رئيساً للوزراء يقدم قيادات من الجيش التركى إلى المحاكمة بتهم التآمر لقلب نظام الحكم ..
كما وأن الديمقراطية فى تركيا هى «ثقافة» قبل أن تكون «قانون» فالشعب التركى لا يقبل الحياة بدونها والذى يتصور أنه من الممكن الثورة على النظام فهو جاهل !!! فالصندوق فى تركيا أصبح حاكم فوق كل الناس ... لدرجة أن الأتراك «يقترعون فى بيوتهم على شئونهم الخاصة ... وإدارة البيوت والأسطح»
إذاً فلا مجال للفوضى . وليس لدى المدنيين الأتراك ولع أو ثقافة إستدعاء العسكر فى حالة فشلهم فى تحقيق نتائج مرضية فى الإنتخابات البرلمانية ..
أخيراً : الديمقراطية فى تركيا بخير ومستقره كما وأن التظاهرات أو الإضرابات تشبه إضرابات لندن أو نيويورك ولا وجه للمزايدة السياسية من مدمنى حكم العسكر كما هو حال الفشله فى مصر !!

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق