الخميس، 13 مارس 2014

أ / محمــود عيد حســان يكتب : المستجدات الدونية فى سمات الشخصية المصرية خلال خمسين عاماً

محمود عيد حسان
محمود عيد حسان




فى ظل حكم ظالم لمصر منذ ما يعدوا عن الستين عاماً سريعاً ما تستفيق على تغير خطير وملحوظ فى الشخصية المصرية الأصلية .. فلقد كانت السمات المصرية تعج بفضائل الأخلاق ومنها الكرم والنخوة والشرف وإحترام وصون الأعراض والإعتزاز بالذات وعدم تقبل الإهانة والقدرة على التواصل والتكافل الإجتماعى والتسامح الخلقى و الدينى إلخ .. إلخ

لقد انتكست ملامح الشخصية المصرية منذ عقود .. وهنا قد غاب دور وتأثير علماء الإجتماع فى مصر .. فنظراً لفقر المجتمع المصرى بعلماء الإجتماع ودراسة التغير السلوكى دون رصد للتغيرات التى تحدث تباعاً لمقومات الشخصية المصرية الأصلية عبر غبار الأيام وركام الأعوام .. كما أن مشاعر القهر والظلم والإستبداد وإنعدام الحرية وعدم القدرة على الإبتكار والإبداع.. ورفض الفن بعد إبتذاله وتحريمه دينياً مع مشاعر الكبت الجنسى أصبغ علينا تقاليد مجتمعية بغيضة وبالية .

كما أن تأخر سن الزواج وإهتزاز نبل المشاعر الصادقة مع حب الذات وتقديمها وإرتفاع حظوظ النفس فيها.. قد أودى بنا إلى ما نحن فيه من حالات الإكتئاب ورفض الذات والهرولة وراء الإدمان والتهرب من المجتمع..
فى الأربعينيات .. عصر الملكية وهو آخر أوقات زهو الشخصية المصرية حيث ذابت خيالاً مع شعر شوقى واحتوت أدبيات إحسان عبد القدوس وثراء فكر حسن البنا والباقورى مع وطنية الوفد سعد زغلول والنحاس باشا وكوميديا نجيب الريحانى ورومانسية موسيقار الأجيال عبد الوهاب وروعة قراءات شعيشع وعبدالباسط والمنشاوى وحماسة ورصانة مصطفى كامل مع حياة سياسية فيها ديمقراطية حقيقية وتعددية وجدنا إبداعاً مصرياً..

إن تكافل الشخصية المصرية تجسد فى حياة المصريين من خلال عادات وأعراف نظمتها الحياة المصرية وتعودنا عليها فى الأفراح والأحزان.. فكان مألوفاً لدينا طبخ ثلاثة أيام للجار الذى فى بيته عزاء ومشاركته فى المناسبات جميعها حتى أنك تجد فرحة الشارع بخطوبة إبنتهم وتجهيزهم للبيت لاستقبال الخطيب بل وتجمع البنات لتجميل العروس وتجهيزها .. أذكر كل هذه الصور التى جمعت العشوائيات والريف قبل الحضر .. 

نعم لقد إنتكسنا .. فلم نكن يوماً بهذه القسوة والخشونة والرعونة وعدم إستيعاب لبعضنا البعض .. عشقنا الأنانية وحب الذات بل وقد ظهرت لنا نماذج للأسف مثلت لنا البطولة أحياناً وهى مريضة بالمشاكسات والمعارك وحب الإنتقام فأصبح نماذج اليوم عكاشية ونخنوخية ومازال الزمن يجود بإفرازات شيطانية .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق